تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
تابع لمعة الاعتقاد
85636 مشاهدة print word pdf
line-top
لا تمثله العقول بالتفكير

...............................................................................


لا تمثله العقول بالتفكير: يعني لو فكر الإنسان ما قدر على أن يصل إلى تمثيل ذاته، ولا إلى تمثيل صفاته؛ ولذلك قال: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا فكل ما خطر ببال الإنسان أن الله على كذا، أو أنه على صفة كذا وكذا فإنه بخلاف ذلك. فالعقول تعجز أن تمثله؛ ولو فكرت ثم فكرت.
ولا تتوهمه القلوب بالتصوير: لا تصوره، ولا تتصور القلوب أن الله على صورة كذا وكذا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ أخبر تعالى بأنه ليس له مثل من المخلوقات ولا من الموجودات، ليس له مثل. وهذا رد على المشبهة والممثلة الذين يجعلون لله صفات تماثل صفات المخلوقين، أو ذاتا تماثل أو تشابه صفات وذوات المخلوقين، رد عليهم: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ثم رد على المعطلة الذين ينكرون الصفات بقوله: وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فالذين يعطلون الله تعالى، ويقولون: ليس له سمع ولا بصر. رد عليهم: بأنه له سمع وبصر وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ يعني: الذي يسمع كل شيء بعيد أو قريب، جهرا أو خفيا، كما في قول الله تعالى: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .

line-bottom